+
أأ
-

د. رامي الحباشنة : عندما تنتصر " حكمة الملك" على رعونة " السمسار " ..

{title}
بلكي الإخباري

ـ بكل موضوعية وعقلانية تجلت فكرة الديبلوماسية والحكمة السياسية لدى ملك يعرف جيدا ما يقول خلال لقاء إعلامي مع الرئيس الأمريكي إمتد لمدة ١٩ دقيقة تحدث فيها الملك دقيقة ونصف فقط ، لم يصدر خلالها حتى على سبيل الإيحاء أي إشارة لموافقة ترهات ترامب ، دقيقة ونصف مفادها أنا أبحث عن مصلحة شعبي - لدي حاضنتي العربية والإسلامية ـ جراح و ألم الفلسطيني نعالجه برؤيتنا العربية التي لا تأتي على حساب إجتثاثهم من أرضهم .





ـ الحكمة في الخروج من لقاء مباشر مع رئيس أقوى دولة في العالم ومساند مباشر للعدو الإسرائيلي عسكريا واقتصاديا وسياسيا كانت التغذية الراجعة له عبر معظم وسائل الإعلام الأمريكية أن الملك الأردني لم يفسح المجال للرئيس لإنتزاع أي موقف يستجيب فيه لأي طرح يتعلق بالتهجير بل خرج بنتيجة مفادها المصلحة العليا لدولته ثباتا و للفلسطينيين استقرارا في أرضهم .





ـ الحكمة في إيضاح الفارق عبر وسائل الإعلام المباشرة بين طرح رئيس دولة عظمى بعقلية التجار العقارية يستند إلى ترسانته العسكرية وقوته الإقتصادية و أدواته العديدة لكنها بلغة أصبحت تفقد العقلانية وطرح ملك على وطن صغير الجغرافيا والاقتصاد كبير المسؤوليات والاخلاق يحمل في قلبه شعبه و أرضه وفي عقله حنكته السياسية وقضايا أمته مع الفارق الكبير بين الدولتين في الإمكانيات و الذي إنصهر تحت ديبلوماسية المدرسة الملكية المتجذرة عبر التاريخ والتي خرجت بالاردن تاريخيا رغم شح الإمكانيات إلى حفظ سلامة الأرض والشعب عبر منعطفات خطيرة دون المساس بثوابته الراسخة .





ـ من يريد منا صفع ترامب على فمه في قلب البيت الأبيض معتبرا نفسه محللا " سياسيا" وفقيها " إسترتيجيا" لشفاء صدره والإنسياق لشعارات لفظية " عنترية" فليعلم أن التربية الملكية والذهنية الأردنية تؤمن بالمخرجات والنتائج على أرض الواقع ـ الغزاويون في أرضهم وهم في الأصل لم تزعزهم أطنان القنابل للخروج منها والأردنيون متمسكون بأرضهم وحكمة قيادته مؤمنون بقضايا أمتهم وإعتادوا ذهنيا على طروحات " خبز الشعير " مأكول مذموم دون إنزياح عقلي وقلبي عن البوصلة و وجهتها الحقيقية التي تتجاوز جنونيات البعيد وطعنات القريب لأنه " كبير" والتاريخ يشهد ….