+
أأ
-

مشان الله اتركوا المنخفضات بحالها!

{title}
بلكي الإخباري

كثر في الآونة الأخيرة التخبط في التوقعات الجوية، وأصبح كل من هب ودب يدّعي أنه خبير في الطقس، واثقًا من تحليلاته التي لا تستند إلى أساس علمي دقيق. فنجد أن وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي تمتلئ بتوقعات متناقضة، كلٌ يدلي بدلوه حول المنخفضات الجوية، وكأنها مباراة في التخمينات.





على سبيل المثال، تم الترويج لمنخفض "جلمود" على أنه سيجلب الأمطار الغزيرة، والثلوج الكثيفة، والصقيع القارس، وأمضينا أيامًا نترقب هذا الحدث وكأنه إعصار قادم. ولكن عندما حلّ الواقع، لم تكن الأحوال الجوية كما صُوّرت لنا، وأثبتت التوقعات الشعبية أنها مجرد اجتهادات لم تصب الهدف.





الأمر لم يتوقف عند حدود التوقعات الخاطئة، بل أصبح يؤثر على قرارات الحكومة، التي باتت تتخذ إجراءات سريعة مثل تعطيل الدوام وتأخيره، خوفًا من منخفضات ربما لن تأتي بنفس القوة التي قيل عنها. وهذا التسرّع في اتخاذ القرارات يؤدي إلى إرباك الأهل والموظفين والطلاب، فضلًا عن الازدحامات المرورية غير المبررة، وتعطل الأعمال بلا سبب وجيه.





ثم إن الجميع، سواء كان هاويًا أو متابعًا للطقس، بات يفتي في الأحوال الجوية، وتُفتح لهم المحطات الإذاعية والقنوات الفضائية ليتحدثوا وكأنهم خبراء أرصاد حقيقيون. كانت المنخفضات في الماضي تأتي بالخير والبركة بهدوء، أما الآن فقد أفسدت كثرة التوقعات طقسنا وجعلته مصدر قلق بدل أن يكون مصدر خير.





أنا شخصيًا لا أستمع إلا لدائرة الأرصاد الجوية الرسمية، فهي الأقرب للدقة والأبعد عن التهويل والمبالغات. لذلك، أرجوكم، ارحمونا واتركوا المنخفضات تأتي ببركتها بعيدًا عن التهويل والتخمينات!





خلدون حامد عليدي