د. رامي الحباشنة : شرارة الخيال الشعبي في خلق الممارسة الثقافية اتجاه "حرب المنخفضات"

كتب الدكتور رامي الحباشنة - استاذ علم الاجتماع بجامعة مؤتة :-
يشكل المجتمع الأردني في السنوات الأخيرة مناخا خصبا للبحث في الممارسة العملية لإدراك الدور أو الوظيفة التي يلعبها الخيال في صياغة ثقافة الأفراد .
كيف تصغر الأهداف الكبرى للمجتمعات ؟ المجتمع الذي تتحول فيه كومة من الثلج أو هطول مطري إلى قضية من آلاف المنشورات ومئات المتنبئين الجويين المختصين وغير المختصين ، عجيب كيف أصبح هواة وسائل التواصل الاجتماعي يشكلون الثقافة الشعبية وصياغة السرديات التي تصبح قضايا ذات أولوية ومفضلة لدى الناس .
طوبى لتلك الشريحة المرتبكة علميا وتلعب على وتر الصورة الذهنية التي تخلط ضغوط الأفراد الشخصية مع القضايا العامة والاجتماعية ، نعم ..نحن نفهمك ..تعال خفف من وطأة الضغوط وأطلق العنان لتفريغ طاقتك السلبية وحول معنا القضايا الشخصية إلى صياغة قضايا اجتماعية ..مناخية ..طبية ..فلككية ..إقتصادية ، أنت فريسة مهيئة للدخول كبطل مشارك في إختيار قضية إعتيادية ثم تضخيمها وتحليلها والخروج بك من معالجة قضاياك الشخصية إلى مخيال جميل يجعلك مستعدا لمقاومة منخفض قطبي سيقلب حياتك رأسا على عقب .
كلنا شركاء مسؤولون كأفراد ومؤسسات ونحن الآن أمام ثالوث مرعب من تدهور قيمي يتعاضد مع ثقافة تسير بك الى الخلف وجيل تائه لا يعلم بما يجيب أفراده المدرسيون الجامعيون ـ الماجستير - الدكتوراة ـ الجحافل المجحفلة من الجيوش حملة الشهادات يهزمنا كبير سن عاش الحياة ببركتها ومعناها الحقيقي دون مساحيق التجميل العلمي التي لم تمحو حقيقة الجهل المتخفي خلفها .
إن الدفع والتصفيق والتقدير والاحترام لمن يسهمون" في صناعة الابتذال" العقلي والاجتماعي " وصناعة الخبير الأمي الثانوي الذي أصبح يصوغ الحركة الاجتماعية للأفراد ويحدد مصير وطريقة تفكير الأفراد ويشكل نظام إبتذال لا يمكن القضاء عليه من خلال الخلاص الفردي ولكن من خلال القطيعة الجماعية .