صالح الراشد يكتب : من صنع ترامب وقاده للحكم..؟!!

صالح الراشد :
دعمت الولايات المتحدة العدوان الصهيوني على غزة بكل قوة كونه سيساعدها في تحقيق أهدافها بالسيطرة على الصين واليابان والاتحاد الأوروبي المنافسين الحقيقين للسيطرة الأمريكية، وحتى تتم السيطرة لا بد من صناعة حصن قوي في الشرق الأوسط يتحرك ما بين فترة وأخرى عابثاً بأسواق النفط التي توضع عائدتها المالية في البنوك الأمريكية، ليبقى الدولار الحاكم الرئيسي للعالم والقوة المهيمنة على الاقتصادات المنافسة الباحثة عن عملات أخرى للتجارة الخارجية للتعامل بها، ليهدد الرئيس ترامب منظمة "بريكس" بعقوبات اقتصادية إذا أوقفت التعامل بالدولار في تجارتها البينية، وحتى تكتمل سيطرة البترودولار يجب قتل المزيد من الفلسطينين واللبنانيين واليهود دون تمييز بين القاتل والمقتول كون الأهم أن تبقى المنطقة على شفير الهاوية لكن دون السقوط في الجحيم.
ولزيادة ضبابية المشهد العالمي يتسابق أعضاء الحكومات الأمريكية في سرد أسباب غريبة تبرر إهدارهم للمال، ويتخذون قرارات تُشغل العالم بغية تطبيق سياستها في الظل ودون أن يتنبه أحد لها، وتسعى الحكومات لإظهار جديتها في العمل لنيل ثقة الشعب الأمريكي الجاهل بما يدور حوله، وتعتمد الحكومات على القنوات الفضائية لتلقين الأمريكيين ما يقولون وكيف يفكرون وماذا يرددون، ليقود الإعلام حملة لتلميع الحكومات وإثبات صدقها، فيصفق للحكومة الحالية ويقص القصص عن رداءة من سبقها، ويتولى ترويج جميع القصص والخرافات التي يرويها "حكاوية" البيت الأبيض واخرهم رجل الخرفات وزير كفاءة الحكومة الملياردير إيلون ماسك مالك "تويتر" إكس حاليا، وهو الرجل الذي ضمه الرئيس ترامب ليقود الحملات المضللة لاقناع الشعب الأمريكي بها ولإشغال شعوب العالم في قضايا هامشية بتشكيل عالم ضبابي يمنعهم من معرفة الحقيقة.
فترامب وفريق عمله اصدروا قرارات مثيرة للجدل ، لتكون آخر خرافات هذا الفريق ما زعمته المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت بأن الحكومة الأمريكية قدمت لغزة خمسين مليون دولار من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين لتمويل شراء الواقيات الذكرية في غزة .. نعم .. الواقيات الذكرية تخيلوا.. وهذا ليس تجني بل هو ما قالته الناطقه باسم البيت الأبيض حرفياً، وإن كان الخبر حقيقي فهو دلالة على أن الحكومة السابقة كانت لا تريد لسكان غزة أن يتكاثروا ليتم السيطرة على مستقبلها، وهو ما فشلوا في تحقيقه كون غزة شهدت منذ طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر ولادة خمس وخمسين ألف طفل وهو رقم يفوق عدد الشهداء في العدوان الصهيوني، والأمر الآخر ان الرقم مبالغ فيه كون عدد المتزوجين في غزة لا يصل لربع مليون رجل.
إن تضخيم حجم الإنفاق الأمريكي في العلن على أشياء غير منطقية يثبت أن هناك ما يُدار في السر، لنجد ان مخصصات كل رجل لشراء الواقيات الذكرية يعادل مائتين دولار حسب أرقام الحكومة الأمريكية، وهذا الرقم يُظهر أن وراء الأكمة ما ورائها وأن غالبية هذا المبلغ أنفق على أمور استخباراتية لا يحق لأي مسؤول أمريكي معرفتها لذا لا يتم الكشف عنها ، كما ويثبت تدني المستوى الفكري للحالية لإظهارها أن التصدي للقرار السابق بمثابة انتصار لخطط ترامب في تهجير أهل غزة وهي خطة كاذبة غايتها زيادة الإضطرابات في المنطقة، كون الرقم مقارنة بالدعم الأمريكي الخارجي لا يُذكر وليس بالقيمة المؤثرة.
وفي ذات الوقت أصدر ترامب قانون مكافحة الصهيونية كما وجه الوكالات الفيدرالية لترحيل النشطاء المناهضين لليهود، وهناك قوانين تعاقب من يشكك في الهولوكوست الكاذبة بالتضخيم، ويبدو أن ترامب لا يفكر إلا في اتجاه واحد وهو تدمير غزة وتهجير سكانها، وبسبب ضعفه في التاريخ فإنه قد لا يعلم بأن غزة هزمت جميع غُزاتها الذين يتفوقون على ترامب في القوة والذكاء، وفي ظل الهرج الأمريكي وتنمره على العالم نعتقد أن ترامب بشخصية كاليجولا وفي سباقه مع الزمن بإصدار القوانين سيصدر قانون جديد إسمه "قانون مكافحة معاداة ترامب"، ولا شيء مستغرب من دولة عظمى فشلت في إنجاب قادة بمكانتها وقوتها.
آخر الكلام:
بعد لقائهما في عام 1999 وصف الكاتب بوب وودورد الرئيس الحالي ترامب في كتابه "الحرب" وقال: لقد أثار اهتمامي على الفور ترامب، رجل الأعمال المحتال وشخصيته الفريدة التي تمت رعايتها وتنميتها بعناية، والتي تم تصميمها حتى ذلك الحين للتلاعب بالآخرين بدقة ولمسة من القسوة .
ليكون السؤال الذي يحتاج لإجابة، من صنع ترامب؟!!.