+
أأ
-

د.رامي الحباشنة : لماذا يجب أن يقلل الأردني من حدة الخصومة في الرأي - معرفيون أكثر من أصحاب القضايا أنفسهم !

{title}
بلكي الإخباري





ـ في البداية يجب الإشارة إلى أن ما أكدته الابحاث العلمية بأن الحقائق وحدها لا تكفي دائما لتصحيح المعلومات الخاطئة وتغيير اراء الناس وذلك لأن تكوين الاراء وتخزين الدماغ للمعلومات يعمل بطريقة لا تظن من خلالها بأنك عقلاني دائما كما تحب ان تتصور ، وهذا يخلق ارباك في فهمنا للقضايا ذلك ان الحكم على القضية يتكون من مزيج من الخبرة والهوية الشخصية والعاطفة .





ـ فمثلا هنا يمكن القول أن الحقيقة في حد ذاتها لو كانت هي المشكلة فما على الشخص مثلا إلا ان يسأل نفسه الى اي مدى قد تشعر في الاحباط إذا قرأت حقيقة عن نفسك على مدار الوقت ؟ وهنا يقول علم النفس الاجتماعي ان هذه الإجابة حتى لو كانت كما تريد فالمراهنة انها ستكون محبطة للغايه وهذه واحدة من الاشكاليات.





ـ الامر الآخر يجب إدراك أن الحقائق اصبحت غير هامة بالنسبه لكثير من الناس بكل بساطه لأن القيم الإجتماعية بغض النظر عن مضمونها هي اكثر اهمية بالنسبة لهم ناهيك على أن العالم اصبح الان من الضخامة المعلوماتية بانه يقدم من الحقائق ما هو اكبر مما هو مفيد لنا فلذلك من الصعب أن نبقى مثاليين في هذه الايام لأن المعلومات في الواقع هي عدو المثالية.





ـ وكذلك يجب قبل الحدة في الرأي النظر إلى الثقافة العامة بحيث أصبح من الواضح أن من يمتلكون المعرفة الان لم يعودوا يتمتعون بحماية يوفرها لهم الدرع الثقافي بحيث يصعب مهاجمتهم بل اصبح المجتمع هو المسؤول عن نجاح صاحب المعرفه من عدمه وذلك لانه يحكم عليه من خلال منظومة اجتماعيه تحيط به وليس من خلال المعلومه التنويرية التي قد يقدمها.





ـ يمكن القول باننا نميل الى التقلل من قيمه الادله التي تتعارض مع معتقداتنا ثم اننا نبالغ في تقدير الادله التي تؤكدها ومن السهولة ان نقوم بتصفية الحقائق والحجج غير الملائمة على الجانب المعارض وهذا ما يزيد من ترسيخ ارائنا ويصبح من الصعب على نحو متزايد تعطيل انماط التفكير الراسخه وطرق الدفاع عنها .