+
أأ
-

مرحلة ما بعد الاسد اكثر خطورة وتكرار سيناريو البوسنة في سوريا يمسنا جميعا

{title}
بلكي الإخباري

كتب : فادي العمرو





عند انتهاء الحرب في البوسنة وتوقيع اتفاقية دايتون، فرض شرطٌ بإخراج جميع المقاتلين الأجانب خارج البلاد، وهو ما التزم به الرئيس علي عزت بيجوفيتش. سؤالٌ مشابه يطرح نفسه اليوم مع اقتراب نهاية الصراع في سوريا: ماذا سيكون مصير الآلاف من المقاتلين الأجانب المتواجدين على الأراضي السورية؟
نشعر بالقلق من تكرار سيناريو دول أخرى شهدت حروباً أهلية طويلة، مثل أفغانستان وكوسوفا، حيث أدى انسحاب القوات الأجنبية إلى اندلاع صراعات جديدة بين الفصائل المحلية. فبعد خروج القوات السوفيتية من أفغانستان، اندلعت حرب شرسة بين القادة الأفغان، مما أدى إلى تقسيم البلاد وتدهور الأوضاع الإنسانية.
نخشى اليوم أن يتحول المقاتلون الأجانب في سوريا إلى قوة ضاربة تعمل على زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة وأن العديد منهم يتبعون تنظيمات متطرفة. تساؤلات عديدة تطرح حول مصير هؤلاء المقاتلين: هل سيعودون إلى بلادهم الأصلية؟ أم سيتم نقلهم إلى مناطق أخرى؟ وهل سيشكلون خلايا نائمة تهدد الأمن والاستقرار في دول المنطقة؟
الجولاني ، قد يكون لديه خطة محددة لمواجهة هذا السيناريو، سواء بتوجيه مقاتليه إلى مناطق أخرى، أو بإعادة دمجهم في المجتمع السوري. ولكن يبقى السؤال: هل ستنجح هذه الخطة في الحفاظ على الاستقرار في سوريا والمنطقة؟
إن رحيل بشار الأسد عن السلطة يمثل بداية مرحلة جديدة في تاريخ سوريا اكثر خطورة ، ولكن هذه المرحلة تحمل في طياتها العديد من التحديات والمخاطر. ومن أهم هذه التحديات هو كيفية التعامل مع ملف المقاتلين الأجانب، وكيفية ضمان عدم تحولهم إلى تهديد للأمن والاستقرار في المنطقة.