+
أأ
-

بورتريه .. رفيق اللحام : من اجل ثقافة بصرية رائدة

{title}
بلكي الإخباري

بقلم : هشام عودة .









قد لا يكفي توصيفه بانه رائد الحركة التشكيلية في الاردن ، لان ذلك قد لا يعطيه حقه الكامل بالاعتراف بريادته ، فالفنان رفيق اللحام الذي غمس ريشته بالالوان منذ ما يقرب من ستين عاما ، تحولت حياته الى لوحة فنية باهرة يستطيع كل من يقف امامها التعرف على ما تخفيه الوانها وتخطيطاتها من محطات ومنعطفات وحضور محلي وعربي ودولي.





ضاقت جدران منزله على اتساعها في احتضان لوحاته التي تكتب شيئا من تاريخ الفن التشكيلي المعاصر في الاردن والوطن العربي ، فيما تحتفي جدران متاحف ومؤسسات وبيوت لا حصر لها بلوحات فنية متفردة تحمل توقيع الفنان المبدع رفيق اللحام ، داخل الاردن وخارجه .





ولد في دمشق عام 1933 ، ليبدأ دراسته في مدرسة الصناعة والفنون فيها ، وهناك تبدأ رحلته التي لم تتوقف مع اللون والفرشاة ، مستلهما في كثير من اعماله التراث العربي الاسلامي ، لينتقل مع عائلته الى عمان ، ومنها يبدأ مشواره الاحترافي في الفن التشكيلي مطلع الخمسينيات من القرن الماضي.





ادرك الفنان رفيق اللحام مبكرا اهمية الحرف العربي في جمالية اللوحه الفنية ، ودوره في ابراز بعض ملامحها الجمالية ، فذهب الى تعلم فنون هذا الخط على يد عدد من ابرز رواده في تلك المرحلة ، ويذهب في مطلع الستينيات لدراسة الفنون في العاصمة الايطالية روما ، ليكون قريبا من احد اهم منابع الفن التشكيلي في العالم ، ويعطي لموهبته بعدا معرفيا اكاديميا متنورا ، جعله منذ تلك المرحلة واحدا من ابرز الاسماء في مسيرة الفن التشكيلي العربي.





الى جانب لوحاته التي لا تحصى ، فقد ساهم الفنان في تصميم كثير من الطوابع والعملات والاوسمة والدروع وما يشبهها ، مقدما بذلك نموذجا جماليا راقيا لهذا النوع من الاصدارات مستمدا من وعي وخبرة واحتراف.





في الحديث عن الاوائل في التاريخ المعاصر للاردن ، فان الفنان رفيق اللحام يملك العديد من البطاقات التي يستطيع اشهارها في هذا المجال ، وقد مثل الاردن في العديد من المؤتمرات والمهرجانات والمعارض الفنية ، عربيا ودوليا ، وتشير سيرته الفنية الى مشاركته بعدد من المعارض الخاصة التي ظلت تشير الى ريادة هذا الفنان وتفرد اعماله.





احد مؤسسي رابطة التشكيليين الاردنيين وتراس هيئتها الادارية لاكثر من دورة ، وأحد مؤسسي الاتحاد العام للفنانين التشكيليين العرب ، واحتفت بمعارضه ولوحاته عواصم عربية واجنبية عديدة ، وخلال مسيرته الفنية حصل الفنان الرائد رفيق اللحام على ما تستحقه تجربته من تقدير وتكريم ، فقد حصل على وسام الكوكب من الدرجة الثانية ، وعلى جائزة الدولة التقديرية في حقل الفنون التشكيلية ، وجائزة الفنانين التشكليين الاردنيين ، وكذلك على الدرع الذهبي ووسام الشرف من اتحاد التشكيليين العرب ، وحصل على تكريم من المغرب وفرنسا واليونان ، وانتج له الفنان فيصل الزعبي لحساب التلفزيون الاردني حلقة من براماج "سيرة مبدع" التي تلقي الضوء على ابرز محطاته الفنية ، فيما يحظى باحترام بين زملائه الفنانين العرب .





بدأ مسيرته قبل ستين عاما تقريبا ، عندما كان الفن التشكيلي"غريبا" في مدينة تسعى الى تكريس هويتها السياسية والاجتماعية والثقافية ، ومن المؤكد انه يشعر اليوم باحساس مختلف ، وهو يرى ما زرعته يداه قد انبت وعيا وثقافة والوانا بدات تغطي مساحة المكان ، وقد نجح مع زملائه الرواد في تكريس ثقافة بصرية صار لها حضورها البارز في عناوين المشهد الثقافي المعاصر في الاردن.